الخطر ، كما فعل قبلك ، منذ عشر سنوات ، أخوك الحسن.
الحسين : ـ أنت مُخطئ في ترصُّدك كُنه القضايا ، فأخي الحسن لم يُبايع مُعاوية ، ويبعِّد عنها التمادي بالأحقاد ، ويوفِّر لها اللُّحمة المُنتجة ، ويدلُّها إلى الحاكم الواعي حتَّى تُفتِّش هي عنه سائساً مُتفانياً في صيانتها ، لا مُستثمراً طاقاتها وخيراتها ، هذا مِن جهة المبدأ الذي كان قضيَّة مِن القضايا الكبيرة ، التي شدَّ خطوطها أخي الحسن ـ أمَّا أنْ يقصد ـ مِن التخلِّي عن الحُكم شِراء الوقاية مِن تهلُكة ، فهذا ما لم يُتحفَّظ منه أوْ له ، بلْ كان يترقَّبه حاصلاً في نيَّة مُعاوية ـ بين لحظة ولحظة ـ ، فمُعاوية الذي صرف العُمر كلَّه في مدرسة تُعلِّمه كيفيَّة نهب البستان دُفعة واحدة ، لا شجرة شجرة أو غُصناً غُصناً مِن الشجرة ، فإنَّه أحرز أطول قصبة مِن قصبات السَّبق ، ومسح رأسها بأدهى مَرهم مِن مراهم السَّم ، لَدَغَ بها أخي الحسن المُتخلِّي عن كرسيِّ الخلافة!!! ألا ترى معي يا أخي مِن قريش ، ويا عدوِّي الحَقود مِن بني سفيان ، أنَّ الأمَّة هي الأوسع مِن عِرقين مُتناحرين على مشيخة القبيلة ، وأنَّ مَن يُضحِّي مِن أجل توسيع الأضيق بالأوسع ، ليس كمَن يتحايل إلى تذويب الأكبر في الأصغر؟ وأنَّه ليس لقصبة السَّبق في الميدان أنْ تكون رُمحاً مِن رماحه المصقولة!!!
الوليد : ـ هذا مبدأ عامٌّ يا حسين ، وليس لأحد أنْ يُنكره في حقيقة العلم والرأي والمنطق ، ولكنَّ الواقع على الأرض هو غير ما ترسم ، فمُعاوية طاب الحُكم بين يديه ، وأنَّ قصبة السَّبق التي أحرزها هي التي أحرزت له الرمح الطويل على مدى عشرين سنة مِن عُمره وأكثر ، أمَّا إذا صَحَّ افتراضك أنَّه أعدم