موروثاً عنه لابنه يزيد ، هل هذا ما تُريدني أوصِلك إليه؟
محمد : ـ بالضبط ـ إنَّه موضوعنا الآن ـ ألا تراني كيف أُصغي إليك؟
الحسين : ـ اسمع ، هل تدري أين هو الآن أخونا وابن عَمِّنا مسلم بن عقيل؟ لقد أوفدتُه مُنذ مُدَّة إلى الكوفة لدرس أوضاع المُبايعين المُناصرين في العراق ، ألا ترى معي أنِّي جئت مَكَّة لأكسب وقتاً أدرس فيه كيفيَّة تنظيم وتنفيذ الخُطَّة المرسومة؟
محمد : ـ عظيم أنت ـ يا أبا عبد الله ـ أكمِل!
هَزَّ الحسين برأسه وهو يسمع ارتياح أخيه محمد ، مِن مُتابعة السرد والوقوف على مسيرة التصميم ، مِمَّا جعله ينهض عن مَقعده ويتمشَّى قليلاً في صحن الغرفة ، وعلى مَهلٍ عاد فجلس قُربَه ليُتابع سردَ الحَدَث ، ولكنْ بصوت خافت كأنَّه يُعلن سِرَّاً يخشى أنْ يُفلت مِن حيطان الغرفة إلى أُذِن جاسوس :
الحسين : ـ هل تعرف أين كان أسعد الهجري قبل أنْ فتح لك الباب عليَّ ، في هذا الهزيع الأخير مِن هذا الليل؟ لقد رافق عبد الله بن مسمع الهمذاني وعبد الله بن وال ، إلى خارج مَكَّة ، وسلَّمهما طريق القوافل صوب العراق ، لقد حمل إليَّ الرجلان بريداً سريَّاً مِن سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيب بن نجبة ، ورفاعة بن شداد البجلي ، وحبيب بن مظاهر ، وكلُّهم ـ كما يبدو ـ موالون ، ولقد أصبح في جَعبتي منهم أكثر مِن عشرة آلاف كتاب تأييد ـ ولقد وجَّهت مع الرجلين الرسولين الليلة هذه كتاباً يُسلِّمان نسخة عنه لكلِّ رئيس مِن رؤساء الأخماس في البصرة ـ سأقرأ عليك نَصَّه ، وهاك أسماء هؤلاء الزُّعماء الذين في أيديهم أغلبيَّة قبائل البصرة : مالك بن مسعود الأزدي ، المُنذر بن جارود العبدي ، ومسعود بن عمر الأزدي ،