العين» (١) ، وعن أنس أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كنس المساجد مهور الحور العين» يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) أي يأمرون الخدم في الجنة بإحضار ما يشتهونه ويتناولون فيها بألوان كل فاكهة (آمِنِينَ) (٥٥) من التخم والأمراض (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) أي لا يذوقون في الجنة الموت إلّا الذوق الحاصل بسبب تذكر الموتة التي في الدنيا بعد حياتهم فيها ، أو يقال : لكن الموتة الأولى قد ذاقوها (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) (٥٦) أي وقى الله المتقين في أول الأمر من عذاب الجحيم ، ورفع الله العذاب عن عصاة المؤمنين بعد دخولهم النار ، وقرئ «ووقاهم» بتشديد القاف (فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) أي تفضل ربك بذلك الثواب تفضلا ، وقرئ «فضل» بالرفع أي ذلك فضل (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٥٧) فإن الفضل أعلى من درجات الثواب المستحق فإن الملك العظيم إذا أعطى الأجير ثم خلع على إنسان آخر فإن تلك الخلعة أعلى حالا من إعطاء تلك الأجرة (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) أي إنما أنزلنا الكتاب المبين بلغتك (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٥٨) أي لكي يتعظوا به (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ) (٥٩) أي فانتظر هلاكهم إنهم منتظرون هلاكك.
__________________
(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٧ : ٧١).