جبريل بذلك. (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٥٤) أي فكساها الله تعالى أمرا عظيما من فنون العذاب ، (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) (٥٥) أي تتشكك في أي أنعم ربك أيها الإنسان أي لما عد الله تعالى من أنواع النعم وهو الخلق من النطفة ، ونفخ الروح فيه والإغناء والإقناء وذكر أن الكافرين أهلكهم ، قال : فبأي آلاء ربك تتمارى فيصيبك مثل ما أصاب الذين تماروا من قبل ، (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) (٥٦) أي هذا النبي رسول كالرسل قبله يرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم ، والله تعالى لما بيّن الوحدانية بقوله تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) أشار إلى اثبات رسالة سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم بقوله تعالى : (هذا نَذِيرٌ) إلخ ، ثم أشار إلى القيامة بقوله : (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) (٥٧) أي قربت الساعة التي يزداد كل يوم قربها ، فهي كائنة قريبة وازدادت في القرب ، (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) (٥٨) أي ليس للساعة نفس قادرة على إظهار وقتها إلّا الله تعالى ، (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) (٥٩) أي أتعجبون إنكارا من هذا القرآن أو من حديث حشر الأجساد بعد الفساد ، (وَتَضْحَكُونَ) استهزاء من القرآن ، أو أتضحكون وقد سمعتم أن القيامة قريب ، (وَلا تَبْكُونَ) (٦٠) مما في القرآن من الزجر والتخويف وكان حالقكم أن تبكوا منه ، (وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) (٦١) أي معرضون أو مستكبرون ، (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (٦٢) أي وإذا كان الأمر كذلك فاسجدوا لله الذي أنزل القرآن ، واعبدوه ولا تعبدوا غيره ، لأن عبادة غيره تعالى ليست بعبادة.