سورة المجادلة
مدنية ، ثنتان وعشرون آية ، أربعمائة وثلاث وسبعون كلمة ، ألف وسبعمائة
واثنان وسبعون حرفا ، هذه السورة أول النصف الثاني من القرآن باعتبار عدد
السور ، فهي الثامنة والخمسون منها ، وأول العشر الأخير من القرآن باعتبار
عدد أجزائه ، وليس فيها. آية إلا وفيها ذكر الجلالة مرة أو مرتين أو ثلاثا
بسم الله الرحمن الرحيم
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) أي قد أجاب الله دعاء المرأة التي تخاصمك أيها النبي في شأن زوجها وتلك المجادلة أنه صلىاللهعليهوسلم كلما قال لها : «حرمت عليه» قالت : والله ما ذكر طلاقا بأن أنزل الله حكم الظهار على ما يوافق مطلوبها ، (وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) بأن قالت رافعة رأسها إلى السماء : أشكو إلى الله فاقتي ووجدي ، وقالت : إن لي صبية صغارا ، (وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) أي مراجعتكما في الكلام ، (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١) أي يسمع كلام من يناديه ، ويبصر من يتضرع إليه.
روي عن خولة بنت ثعلبة بن مالك بن الدخشم الأنصارية كانت تحت أوس بن الصامت الأنصاري ، رآها زوجها وهي ساجدة في الصلاة ، وكانت حسنة الجسم ، فنظر إلى عجيزتها ، فأعجبه أمرها ، فلما سلمت من الصلاة طلب وقاعها ، فأبت ، فغضب عليها ، وكان به لمم ، أي توقان إلى النساء. وقيل : مس من الجن ، فأراد أن يأتيها على حال لا تؤتى عليها النساء ، فأبت عليه ، فغضب وقال : إن خرجت من البيت قبل أن أفعل بك ، فأنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ما قال. وكان الظهار والإيلاء من طلاق أهل الجاهلية ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله ، إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما كبر سني وكثر ولدي ، جعلني كأمه وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا! فقال لها النبي صلىاللهعليهوسلم : «حرمت عليه». فقالت : أشكوا إلى الله فاقتي ووجدي ، وكلما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حرمت عليه» هتفت وشكت إلى الله ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك ، فأنزل على لسان نبيك فرجي ، فبينما هي كذلك إذ تربّد وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت هذه الآية ، ثم إنه صلىاللهعليهوسلم أرسل إلى