وقرأ حمزة ، والكسائي ، وابن عامر جمع بتشديد الميم على التكثير ، وقرأ الحسن ، والكلبي و «عدده» بتخفيف الدال وهو معطوف على مالا أي وجمع المال ، وعدد ذلك المال ، أو وجمع عدد نفسه من أقاربه وعشيرته الذين ينصرونه ، وقيل : هو فعل ماض بفك الإدغام (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) (٣) أي يظن الكافر أن ماله جعله خالدا في الدنيا لا يموت لطول أمله ولفرط غفلته ، ويعتقد أنه إن نقص ماله يموت لبخله.
قال الحسن : ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه كالموت ، وقيل يظن أن المال يخلد صاحبه في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخرة في النعيم المقيم ، وهذا تعريض بالعمل الصالح. (كَلَّا) أي ليس الأمر كما يظن أن المال يخلده ، بل العلم ، والصلاح وعلى هذا يجوز الوقف هنا أو بمعنى حقا (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤) أي والله ليطرحن في النار التي تحطم كل من وقع فيها أي تكسره.
وقرئ «لينبذان» بالمثنى أي هو وماله ، وقرئ «لينبذن» بضم الذال أي هو وأنصاره وذلك لأن شأنه كسر أعراض الناس فإن الجزاء من جنس العمل ، (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) (٥) التي هي جزاء الهمزة اللمزة (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) (٦) أي التي لا تخمد أبدا بقدرته تعالى (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧) أي التي تعلو وسائط القلوب ، فإنها محل العقائد الزائغة ومنشأ الأعمال السيئة (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨) أي مطبقة أو مغلقة (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩) أي حال كونهم موثقين في عمد ممددة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص اللهم أجرنا منها يا أكرم الأكرمين ، والعمود كل مستطيل من خشب ، أو حديد.
وقرأ حمزة ، والكسائي ، وشعبة «عمد» بضمتين جمع عمود أو عماد. وروي عن أبي عمر والضم والسكون ، وقرأ الباقون بفتحتين وهو على القراءتين جمع كثرة لعمود.