ومعه ملعقة فتناولت منه ملاعق وانتبهت من نومي ، ففتح الله عليَّ من بركة تلكم الأكلات وتعلّمت جانباً من الإشارات وأخبار المصائب واللطائف والكنايات ، ووقفت على أسرارها فلم يسبقني بعد ذلك أحد ، وكلّما مرّت الأيّام يزداد نشاط العقل في هذا المجال حتّى بلغت غايتي ونلت مرامي (١).
ضبطه بعضهم الحجّاج بن بدر التميمي ، وآخرون قالوا : الحجّاج بن يزيد. وقال المامقاني : الحجّاج بن زيد السعدي التميمي البصري ، حامل كتاب يزيد بن مسعود النهشلي من البصرة إلى الإمام عليهالسلام يخبره عن لحاقه به.
وفي زيارة الناحية : « السلام على الحجّاج بن زيد السعدي ».
وفي الزيارة الرجبيّة : « السلام على الحجّاج بن يزيد » بدل « زيد ». واحتمال التصحيف وارد.
__________________
(١) قال العلّامة الحاج النوري قدسسره بعد نقله هذه الحكاية : أمره فيما ذكره أعظم من أن يوصف ، ومقامه في هذا المضمار أعلى من أن يعرف ، وقد هجم عليه في هذه السنة التي هاجر فيها إلى النجف جلّ الفضلاء وأعاظم العلماء ، واقتبس من أنوار تحقيقاته ، وصار تحت منبره في شهر رمضان وعاشوراء ويوم الجمعة ويوم الخميس محفلاً عظيماً يغبطه سكّان الملأ الأعلى ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، اللهمّ ارزقنا منه شيئاً.
وفي ترجمته قال : العالم الجليل والمعظّم النبيل الشيخ الأعظم الرفيع الشأن اللّامع البرهان ، كشّاف حقائق الشريعة بطرائف البيان ، لم يطمثهنّ قبله إنس ولا جان ، ناموس العصر وفريد الدهر ، الفقيه النبيه والواعظ الوجيه ، الزاهد العابد الراكع الساجد صاحب الكشف والكرامات ، النور الأزهر ابن الحسين مولانا الشيخ جعفر الشوشتري طاب ثراه وجعل الجنّة مثواه ، كان من أكابر علمائنا المجتهدين وأفاخم فقهائنا المحقّقين وأعاظم أصحابنا المحدّثين ، جمع بين صناعات العلوم من معقولها .. الخ كلماته بطولها ، ولد في تستر ونشأ بها وتوفّي سنة ١٣٣٣ في شهر صفر ودفن في النجف ، رضوان الله عليه.