وألقى رحله في المنزل المعدّ له ووقف في الطليعة من الكُمّل والشهداء والصدّيقين.
يقول سعدي :
کس در نيامده است بدين خوى از درى |
|
|
هرگز نيارود چه تو فرزند مادرى |
ما دخل الدار شبيه له |
|
أو ولدت والدة مثله |
إنّ شابّاً يقضي من عمره ثمانية سنين مع جدّه أمير المؤمنين ، وتسعة عشر عاماً مع عمّه المجتبى ، وكان أبوه السيّد الشهيد يبالغ في تربيته لأنّه ولده الأكبر ولشبهه بجدّه فقد مالت أعناق الأهل والأقرباء نحوه في درجة الأُولى والأصحاب والمسلمين في الدرجة الثانية. وكان يجد الإمام الحسين لذّة فائقة في اختصاصه بولد كهذا الولد هو مظهر قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١).
روى أبو الفرج الإصفهاني بسنده عن أبي عبيدة وخلف الأحمر أنّ هذه الأبيات قيلت في عليّ الأكبر :
لم تر عين نظرت مثله |
|
من محتفٍ يمشي ومن ناعل |
يغلي نئيّ اللحم حتّى إذا |
|
أنضج لم يغل على الأكل |
كان إذا شبّت له ناره |
|
أوقدها بالشرف القابل |
كيما يراها بائس مرمل |
|
أو فرد حيّ ليس بالآهل |
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى |
|
أعني ابن بنت الحسب الفاضل |
لا يؤثر الدنيا على دينه |
|
ولا يبيع الحقّ بالباطل |
ويقول في نامه « دانشوران ناصرى » أنّ العادة جرت بين العرب في القبائل
__________________
(١) القلم : ٤.