فإن عشتُ لم أندم وإن متّ لم أُلمْ |
|
كفى بكَ ذلاً أن تعيش وترغما»(١) |
فلمّا سمع الحرّ ذلك من الحسين (عليه السّلام) تنحّى عنه ، فصار يسير في ناحية والحرّ يسير في ناحية اُخرى.
في منطقة عذيب الهجانات(٢) :
وبينما هما على هذا الحال يسيران حتّى انتهيا إلى منطقة عذيب الهجانات ، وإذا بأربعة أنفار جاؤوا لنصرة الحسين (عليه السّلام) ، وهم : نافع بن هلال الجملي ، والطرماح بن عدي ، ومجمع بن عبد الله العائذي ، وعمرو بن خالد الصيداوي ، فمنعهم الحرّ وأراد حبسهم ، فقال الحسين (عليه السّلام) : «هؤلاء أنصاري وأعواني ، لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسي ، فهم أصحابي ، وهم بمنزلة مَنْ جاء معي. وقد كنتَ أعطيتني أن لا تعرض لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٠٥ ، مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٨٤ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٤ ص ٢٨٠.
(٢) العذيب : كان النعمان بن المنذر يضع فيه هجينه لترعى.