فإن تمّمت عليّ ما كان بيني وبينك وإلاّ ناجزتك» (١). فخلى الحرّ سبيلهم وكفّ عنهم. فسألهم الحسين (عليه السّلام) عن الناس وما وراءهم ، فقال له مجمع بن عبد الله العائذي : أمّا أشراف الناس فقد اُعظمت رشوتهم ، وملئت غرائزهم ، ويُستمال ودّهم ، ويُستخلص به نصيحتهم ، فهم ألب واحد عليك ؛ وأمّا سائر الناس بعد ، فإنّ أفئدتهم تهوي إليك ، وسيوفهم غداً مشهورة عليك (٢).
مقتل رسول الحسين (عليه السّلام) :
ثمّ اُخبر بمقتل رسوله قيس بن مسهر الصيداوي ، فترقرقت عينا الحسين ولم يملك دمعه ، وقال : «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» (٣).
ثمّ إنّ الطرماح بن عدي ناشد الحسين (عليه السّلام) أن يذهب معه إلى قومه (طي) وينزل بين أجا وسلمى ، وهما جبلان بطي ، وتكفّل له بعشرين ألف طائي يضربون بين يديه بأسيافهم. فجزاه الحسين (عليه السّلام) وقومه خيراً ،
__________________
(١ و ٢) الطبري ص ٣٠٣ ج ٤
(٣) انظر رسول الحسين مع عبيد الله بن زياد في هذا الكتاب.