في قصر بني مقاتل :
ولم يزل الحسين (عليه السّلام) سائراً حتّى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل ورأى فسطاطاً مضروباً فسأل عنه ، فقيل : لعبيد الله بن الحرّ الجعفي ، وهو من شجعان الكوفة. فأرسل الحسين خلفه فاسترجع وقال : والله ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهية أن يدخلها الحسين وأنا بها. فجاءه الحسين ودعاه إلى نصرته فاستعفاه ، فقال الحسين : «فو الله لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا إلاّ هلك». ثمّ إنّ عبيد الله الجعفي قال للحسين : خذ فرسي هذه فإنّها من جياد الخيل. فأعرض الحسين بوجهه عنه ، وقال : «لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك» (١) ، ثمّ تلا قوله تعالى : «وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً».
٤٨ ـ الحسين (عليه السّلام) وابنه علي الأكبر :
ولمّا كان الليل أمر الحسين (عليه السّلام) التزود بالماء والرحيل ، وبينما هم سائرون إذ خفق الحسين خفقة وهو على ظهر جواده ، فانتبه قائلاً : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين» مردداً ذلك ثلاثاً.