علي الأكبر (عليه السّلام) : يا أبتِ جُعلت فداك! ممّ حمدت الله واسترجعت؟
الحسين (عليه السّلام) : «يا بني ، إنّي خفقت برأسي خفقة ، فعنّ لي فارس على فرس فقال : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا».
علي الأكبر (عليه السّلام) : يا أبتِ لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحقّ؟
الحسين (عليه السّلام) : «بلى والذي إليه مرجع العباد».
علي الأكبر (عليه السّلام) : يا أبتِ ، إذاً لا نبالي نموت محقّين. الحسين (عليه السّلام) : «جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده» (١).
٤٩ ـ كتاب ابن زياد إلى الحرّ :
ثمّ سار (عليه السّلام) ، ولمّا أصبح نزل وصلّى الغداة ، ثمّ عجّل بالسير ، وأخذ يتياسر والحرّ يمانعه ، وإذا برسول عبيد الله بن زياد يسلّم على الحرّ ويدفع إليه بكتاب عبيد الله بن زياد ، وهذا نصّه : «أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ، ويقدم عليك رسولي ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٠٨ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٢.