٥٠ ـ الحسين (عليه السّلام) وكربلاء(١) :
وكلّما أراد الحسين (عليه السّلام) أن يسير بركبه ، الحرّ وأصحابه يمنعونه ويحولون دونه ، فترافعا ، فقال له الحسين (عليه السّلام) : «ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق؟». قال : بلى ، ولكن كتاب الأمير عبيد الله أمرني بالتضييق عليك ، وجعل عليّ عيناً. فقال زهير بن القين للحسين (عليه السّلام) : إنّي والله لا أرى أن يكون بعد الذي ترون إلاّ أشدّ يابن رسول الله ، وإنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال مَنْ يأتينا بعدهم. فأجابه الحسين (عليه السّلام) : «ما كنت لأبدأهم بالقتال» فقال زهير :
فسر بنا يابن رسول الله حتّى ننزل كربلاء (٢) ؛ فإنّها على شاطئ الفرات فنكون هناك ، فإن قاتلونا قاتلناهم واستعنا الله عليهم.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء». ثمّ سار والحرّ يضيّق ويشدّد الخناق على سير الحسين (عليه السّلام) حتّى وصل كربلاء يوم الخميس
__________________
(١) كربلاء : تحوير لكلمة : (كرب إيلا) أي معبد الإله ، وهو المعبد الكبير في تلك الأرض قديماً قبل الإسلام.