٥٢ ـ خطبة الحسين (عليه السّلام) في كربلاء :
وهي أوّل خطبة للحسين (عليه السّلام) في مدينة كربلاء بعد وصوله إليها.
فإنّه (عليه السّلام) أقبل على أصحابه ليرى رأيهم ، وما هي عليه ضمائرهم ، فقال (عليه السّلام) :
«الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معائشهم ، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون» (١).
ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي وآله ، وقال : «أمّا بعد ، فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون ، ألا وإن الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت ، وأدبر معروفها ، ولم يبقَ منها إلاّ صبابة (٢) كصبابة الإناء ، وخسيس (٣) عيش كالمرعى الوبيل (٤).
ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به ، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّاً ؛ فإنّي
__________________
(١) مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٩٠.
(٢) الصبابة : البقية من الماء ونحوه في الإناء.
(٣) الخسيس : الحقير.
(٤) الوبيل : الوخيم. والمرعى الوبيل : المرعى الوخيم.