الحسين (عليه السّلام) ، وبعث خلف عمر بن سعد بن أبي وقاص وكان قد كتب له عهداً على الري ، ولمّا كان من أمر الحسين (عليه السّلام) ، قال له عبيد الله : سرّ إلى الحسين ، فإذا فرغنا منه ، رجعت إلى عملك. فقال له عمر بن سعد : إن رأيت أن تعفيني. فقال عبيد الله : نعم ، على أن تردّ عهدنا.
فقال عمر بن سعد : أمهلني اليوم حتّى أنظر. وانصرف يستشير نصحاءه ، فنهوه عن الخروج إلى حرب الحسين (عليه السّلام). وجاء إليه ابن اُخته حمزة بن المغيرة بن شعبة ، فقال : «اُنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربّك ، وتقطع رحمك ، فوالله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك ، خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين».
فقال له عمر بن سعد : فإنّي أفعل إن شاء الله (١).
وبات ليلته قلقاً مضطرباً لأنّ نفسه في صراع بين الدنيا وقتل الحسين ، وسُمع يقول :
فوالله ما أدري وإنّي لحائرٌ |
|
اُفكّر في أمري على خطرينِ |
أأترك ملك الرّي والرّي منيتي |
|
أم أرجع مأثوماً بقتلِ حسينِ |
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ ص ٣١٠.