فتأثر الرأي العام بالجو اللاشعوري ، أو ما يُسمّى بالسلوك الجمعي ، وإذا بالغوغائية جماعات وجماعات تخرج لحرب ابن بنت نبيّها محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، غير ملتفتة إلى ما ينتج من هذا المصير الوخيم الذي أقبلت إليه مسرعة. وفقد الفرد سيطرته على نفسه وعقله ، وأصبح يعيش في حالة هستيرية ، لا يعي ولا يشعر لأنّه تأثّر بالعقل الجمعي وسلوكه ، وخصوصاً بعد أن قتل جماعة من النخبة الواعية أمثال ميثم التمار وغيره ، واعتقل البقيّة مثل : المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وسليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيّب بن نجية وغيرهم. فقد ذكر الشيخ المظفر (رحمه الله) ما نصّه : ولمّا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة ، وظفر بمسلم بن عقيل ، رسول الحسين وداعيته ، فأخذ يقتل مَنْ يظنّ ولاءه لأمير المؤمنين (عليه السّلام) ويحبس مَنْ يتّهمه به حتّى ملأ السجون منهم ؛ خشية أن يتسللوا لنصرة الحسين (عليه السّلام) ، ومن ثم تجد قلّة في أنصاره مع كثرة الشيعة بالكوفة ، ولقد كان في حبسه اثنا عشر ألفاً كما قيل ، وما أكثر الوجوه والزعماء فيهم ، أمثال : المختار ، وسليمان بن صرد ، والمسيّب بن نجيّة ، ورفاعة بن