الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء ولم يسقوا منه قطرة ، وذلك في اليوم السابع من محرّم.(١)
نذالة عبد الله بن أبي الحصين الأزدي :
ثمّ إنّ عبد الله بن أبي الحصين الأزدي نادى في لؤم وخسة نفس ، وخبث سريرة : يا حسين ، أما تنظر إلى الماء كأنّه كبد السماء ، والله لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً.
فتأثّر الحسين (عليه السّلام) من كلامه وقال : «اللّهمّ اقتله عطشاً ، ولا تغفر له أبداً». فمرض فجُعل يُسقى ماء فلا يرتوي حتّى مات على هذا الحال عطشاً (٢).
وفي رواية الطبري : وبعد دعاء الحسين عليه قال حميد بن مسلم : والله لعُدته بعد ذلك في مرضه ، فوالله الذي لا إله إلاّ هو ، لقد رأيته يشرب حتّى بغِر ، ثمّ يقيء ، ثمّ يعود فيشرب حتّى يبغر فما يروى. فما زال ذلك دأبه حتّى لفظ غُصته ، يعني نفسه.
ولمّا اشتدّ العطش بالحسين (عليه السّلام) ومَنْ معه ، دعا أخاه العباس (عليه السّلام) فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً معهم القرب ، فجاؤوا إلى النهر وملؤوا القرب بالماء ، وجاؤوا بها إلى الحسين (عليه السّلام) بعد أن حمل العباس (عليه السّلام) وأصحابه على الموكّلين بالشريعة وأزاحوهم عنها.
__________________
(١) تاريخ الطبري ص ٣١٢ ج ٤.
(٢) الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٣ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٢.