فانصرف عنه الحسين (عليه السّلام) وهو يقول : «ما لك! ذبحك الله على فراشك عاجلاً ، ولا غفر لك يوم حشرك. فوالله إنّي لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلاّ يسيراً».
فقال عمر بن سعد مستهزئاً : في الشعير كفاية عن البرّ(١).
٦٨ ـ كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد يفتري فيه على الحسين (عليه السّلام) (٢)
وقيل : إنّ عمر بن سعد اجتمع مرّة أخرى مع الحسين (عليه السّلام) ، وأسفر اجتماعهما عن كتاب أرسله عمر بن سعد إلى ابن زياد يفتري فيه على الحسين (عليه السّلام). وذلك ظنّاً منه أن لا يصطدم بقتال مع الحسين (عليه السّلام) مع محافظته على ولاية الرّي. فقد حاول أن يجمع بين الاثنين ؛ عدم التورّط بدم الحسين (عليه السّلام) ، مع التقرّب إلى عبيد الله بن زياد ليؤمّره على الرّي ؛ فلهذا افترى هذه الفرية على الحسين (عليه السّلام) بإرساله هذا الكتاب إلى ابن زياد ، وهذا نصّه.
__________________
(١) الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٤ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٣.