«أمّا بعد ، فإنّ الله قد أطفأ النائرة ، وجمع الكلمة ، وأصلح أمر الأمّة. هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى ، أو أن نسيّره إلى أيّ ثغر من ثغور المسلمين شئنا فيكون رجلاً من المسلمين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم ، أو أن يأتي يزيد أمير المؤمنين فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لكم رضاً ، وللأمّة صلاح» (١).
وكيف يتفق هذا الكتاب مع (الوثيقة ١٢) للحسين (عليه السّلام) ، عندما قال لوالي يزيد على المدينة ، الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
«أيها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوّة ـ إلى أن يقول : ويزيد رجل فاسق ، شارب للخمر ، قاتل النفس المحترمة ، معلن للفسق ، ومثلي لا يبايع مثله» (٢).
ثمّ إنّ خبر هذا الكتاب أشاعه الاُمويّون ، وأرادوا أن يوهموا به الناس أنّ الحسين خشع وخضع ، وحنى رأسه لسلطان يزيد. ليشوهوا بذلك الموقف البطولي
__________________
(١) الكامل ص ٢٨٤ ج ٣.
(٢) الوثيقة الاولى من هذا الكتاب ص ٣٣.