الذي وقفه هو وأصحابه. وقد حرص الاُمويّون وأعوانهم على إخفاء كثير من ملامح ثورة الحسين (عليه السّلام) وملابساتها ، وأذاعوا كثيراً من الأخبار المكذوبة عنها. ليوقفوا عملها التدميري في ملكهم وسلطانهم ، ولكن لم يفلحوا (١).
وقد تصدّى لتكذيب هذا الكتاب أحد أصحاب الحسين (ع) ، وهو : عقبة بن سمعان (٢)كما جاء في تاريخ الطبري. قال : صحبت حسيناً ، فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة إلى العراق ، ولم اُفارقه حتّى قُتل. وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ، ولا في الطريق ، ولا بالعراق ، ولا في عسكر ، إلى يوم مقتله (عليه السّلام) إلاّ وقد سمعتها. لا والله ، ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ، ولا أن يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ، ولكنّه قال : «دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتّى ننظر ما يصير أمر الناس» (٣).
__________________
(١) ثورة الحسين ـ محمد مهدي شمس الدين ص ١٧٠.
(٢) هو الوحيد الذي نجا من انصار الحسين.
(٣) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٣ ، الكامل في التأريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٤.