ولمّا وصل كتاب عمر بن سعد هذا إلى عبيد الله بن زياد فرح به ، وقال : هذا كتاب رجل ناصح ، ومشفق على قومه ، ولكن شمر بن ذي الجوشن فاجأه قائلاً : أترضى منه وقد نزل بأرضك إلى جنبك؟ والله لئن رحل من بلدك ولم يضع يده في يدك ليكوننّ أولى بالقوّة والعزّ ، ولتكوننّ أولى بالضعف والعجز ؛ فلا تعطه هذه المنزلة فإنّها من الوهن ، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه ؛ فإن عاقبت فأنت ولي العقوبة ، وإن غفرت كان لك. والله بلغني أنّ حسيناً وعمر بن سعد يجلسان ويتحدّثان عامّة الليل (١). فقال له عبيد الله : نِعمَ ما رأيت ، الرأي رأيك.
٦٩ ـ كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد ـ ٤ ـ :
ثمّ كتب كتاباً إلى عمر بن سعد ، شديد اللهجة ، وهذا نصّه :
«أمّا بعد ، فإنّي لم أبعثك إلى حسين لتكفّ عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السلامة والبقاء ، ولا لتقعد
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٤ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٤.