له عندي شافعاً. انظر ، فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إليّ سلماً ، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم ؛ فإنّهم لذلك مستحقون. فإن قُتل حسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ؛ فإنّه عاق شاق قاطع ظلوم ، وليس دهري في هذا أن يضرّ بعد الموت شيئاً ، ولكن عليّ قول لو قد قتلته فعلت هذا به. إن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أنت أبيت فاعتزل عملنا وجندنا ، وخلِّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ؛ فإنّا قد أمرناه بأمرنا ، والسّلام» (١).
وأرسله بيد شمر بن ذي الجوشن ، وأقبل شمر به إلى عمر بن سعد ، ولمّا قرأه قال لشمر : «ويلك! ما لك لا قرّب الله دارك ، وقبّح الله ما قدمت به عليّ. والله إنّي لأظنّك أن ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه ، أفسدت علينا أمراً كنّا رجونا أن يصلح ، لا يستسلم والله الحسين ؛ إنّ نفساً أبية لبين جنبيه» (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٤.
(٢) المصدر نفسه ص ٣١٥.