قال له الحسين (عليه السّلام) :
«يا أخي ، ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا هذه العشية لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أنّي كنت أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه ، وكثرة الدعاء والاستغفار» (١).
رجع العباس (عليه السّلام) إلى الجيش الاُموي ، وقال لعمر بن سعد ما قاله الحسين (ع).
فتوقّف عمر بن سعد عن إعطاء هذه المهلة ، وسأل شمر قائلاً : ما ترى أنت؟ قال شمر : أنت الأمير والرأي رأيك. ثمّ توجّه إلى زعماء الجيش الاُموي قائلاً : ماذا ترون؟ فأجابه الحجّاج بن سلمة الزبيدي : سبحان الله! والله لو كانوا من الديلم ثمّ سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم ، فكيف وهم آل محمّد؟ وقال قيس بن الأشعث : أجبهم ، لعمري لنصبحنّك بالقتال. فأجابوهم إلى ذلك (٢).
__________________
(١ و ٢) مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ١٠٤ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٦.