تكون مكمناً لهجوم الخيل على مخيّمنا يوم يحملون وتحملون». ثمّ إنّه رجع وهو قابض على يساري وهو يقول : «هي هي والله وعد لا خلف فيه». ثمّ قال لنافع :
«يا نافع ، ألا تسلك بين هذين الجبلين [وتنجو] بنفسك؟».
نافع : سيدي إذاً ثكلت نافعاً اُمّه! إنّ سيفي بألف ، وفرسي بمثله ، فوالله الذي منّ عليّ بك في هذا المكان ، لن اُفارقك أبا عبد الله حتّى يكلاّ عن فريّ وجريّ (١).
٨٢ ـ شهادة الحسين (عليه السّلام) بأصحابه :
ثمّ إنّه (عليه السّلام) فارق نافع ، ودخل خيمة أخته زينب (عليها السّلام) ، فوضعت له متكأ وجلس يحدّثها سرّاً ، ونافع واقف ينتظر خروج الحسين (عليه السّلام).
زينب تقول لأخيها الحسين (عليه السّلام) : يابن اُمّي ، هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم فإنّي أخاف أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة؟
الحسين (عليه السّلام) : «يا اُخيّة ، أما والله لقد بلوتهم ، فما
__________________
(١) المجالس الفاخرة ـ الإمام شرف الدين ص ٩٢.