فتطالعوا من منازلهم كالليوث الضارية ، ومعهم العباس بن علي (عليهما السّلام).
حبيب قال لبني هاشم : ارجعوا إلى منازلكم لا سهرت عيونكم.
وبقي حبيب ومعه الأصحاب ، فخطب فيهم قائلاً : يا أصحاب الحمية ، وليوث الكريهة ، هذا نافع بن هلال يخبرني الساعة بكذا وكذا ، فأخبروني عن نيّاتكم.
الأصحاب جرّدوا صوارمهم ، ورموا عمائمهم ، وقالوا : أما والله يابن مظاهر ، لئن زحف القوم إلينا لنحصدنّ رؤوسهم ، ولنلحقهم بأشياخهم ، ولنحفظنّ رسول الله في عترته وذرّيّته.
حبيب : معي معي إلى حرم رسول الله لنهدئنّ رعبهنّ فسار حبيب ومعه الأصحاب حتّى وقفوا بين أطناب المخيّم ، ونادى :
السلام عليكم يا ساداتنا ، السلام عليكم يا معشر حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، هذه صوارم فتيانكم آلوا أن لا يغمدوها إلاّ في رقاب مَنْ يبتغي السوء فيكم ، وهذه أسنّة غلمانكم آلوا أن لا يركزوها إلاّ في صدور مَنْ يفرّق ناديكم (١).
__________________
(١) للمجالس الفاخرة للامام شرف الدّين ص ٩٤.