ولهم ولكلّ مسلم برسول الله أسوة».
فعزّاها بهذا وقال لها : «يا اُخيّة ، إنّي اُقسم عليك فأبرّي قسمي ؛ لا تشقي عليّ جيباً ، ولا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا تدعي بالويل والثبور إذا أنا هلكت» (١).
٨٥ ـ ليلة الوداع ليلة صلاة وتلاوة :
بات الحسين (عليه السّلام) وأصحابه معه هذه الليلة ، وهي الليلة العاشرة من محرّم ، وهم على يقين أنّهم ملاقوا ربّهم غدوة هذه العشية ؛ فلذا نراهم طلّقوا حرائرهم ودنياهم بما فيها ، وأقبلوا على الله بقلوب طاهرة ونيّات صافية أن يرزقهم الله الشهادة بين يدي ابن بنت نبيّهم محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، يستأنسون بالمنيّة دونه استئناس الطفل بلبن اُمّه كما وصفهم الحسين (عليه السّلام).
وباتوا ليلتهم هذه فرحين مسرورين ، غير وجلين ولا خائفين بما يلاقون في صبيحتهم هذه ، مقبلين على الله بكلّ مشاعرهم وأفكارهم ، فهم بين راكع وساجد ، وقائم وقاعد ، وبين تال للقرآن ومستغفر ، ولهم دوي كدوي النحل (٢).
__________________
(١) الطبري ص ٣٣٤ ج ٤.
(٢) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٦ ، مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ١٠٦.