أنا برير بن خضير.
قال أبو حرب : إنّا لله ، عزّ عليّ! هلكت والله ، هلكت يا برير.
برير : أبا حرب ، هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام؟ فوالله إنّا لنحن الطيّبون ، ولكنّكم لأنتم الخبيثون.
أبو حرب : وأنا على ذلك من الشاهدين.
برير : ويلك! أفلا تنفعك معرفتك؟
أبو حرب : جعلت فداك! فمَنْ ينادم يزيد بن عذرة العنزي من عنز بن وائل ، ها هو معي.
برير : قبّح الله رأيك على كلّ حال ، أنت سفيه (١). وكان سفيهاً مضحاكاً.
ولما كان السحر خفق الحسين برأسه ثم استيقظ وهو يقول :
(رأيت كأن كلا با قد شدت لتنهشني وفيها كلب أبقع رأيته أشدها علي وأظن ان الذي يتولي قتلي رجل أبرص. ثم رأيت جدي رسول الله (ص) ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول :
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٢٠.