عبد الرحمان : يا برير ، دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل.
برير : والله ، لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً ، ولكن والله إنّي لمستبشر بما نحن لاقون ؛ والله إنّ ما بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ، ولوددت أنّهم قد مالوا علينا بأسيافهم (١).
وكيف لا يكونوا فرحين مستبشرين ما داموا يدافعون عن الحقّ وأهله لأنّهم علموا أنّ الحقّ لا يُعمل به ، والباطل لا يُتناهى عنه ، ما دام الحكم الاُموي موجوداً فإنّ الحياة في ظلّه سأم وضجر ، والموت في مكافحته حياة وسعادة ، فلهذا نراهم يتسابقون في التضحية والفداء عن الإسلام ومقدّساته التي حاول الاُمويّون تشويهها وتغييرها.
٨٩ ـ الحسين ينظم جيشه الصغير :
ثمّ إنّ الحسين (عليه السّلام) نظر إلى أعوانه وأنصاره فرآهم على قلّة في العدد ، ولكنّهم كثيرون في إيمانهم وعقيدتهم ، وأنّ الرجل منهم يعدّ بعشرات من هؤلاء الجبناء في نفوسهم وضمائرهم.
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٧٥ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٢١.