وصفها المؤرخ الإنكليزي الشهير [جيبون] بقوله : «إنّ مأساة الحسين المروّعة ، بالرغم من تقادم عهدها ، وتباين موطنها ، لا بدّ أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القرّاء إحساساً وأقساهم قلباً» (١).
وأكثر من هذا ، إنّه قد روي إنّ الذين قاتلوا رجال الثورة لم يملكوا أنفسهم من البكاء ، فهذا (عمر بن سعد) قائد الجيش الأموي في كربلاء يبكي عندما نادته زينب بنت علي (عليها السلام) قائلة له : يابن سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فصرف وجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته (٢).
وقيل أيضاً : إنّ الأعداء بعد قتل الحسين (عليه السّلام) هجموا على عياله يسلبونهم وهم يبكون ، فجاء رجل إلى فاطمة بنت الحسين وأراد سلبها وهو يبكي ، فقالت له : لماذا تسلبني إذن؟! فقال لها : أخاف أن يأخذه غيري (٣).
__________________
(١) تاريخ العرب ـ السيد مير علي ـ ترجمة رياض رأفت ص ٧٤ ، طبع مصر ، سنة ١٩٣٨ م.
(٢) انظر الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩٥.
(٣) سير أعلام النبلاء ـ الذهبي ج ٣ ص ٢٠٤.