فقال الحسين (عليه السّلام) : «مَنْ هذا؟ كأنّه شمر بن ذي الجوشن؟». فقالوا : نعم هو.
فقال (عليه السّلام) : «يابن راعية المعزى! أنت أولى بها صليّاً». فقال مسلم بن عوسجة : يابن رسول الله ، جعلت فداك! ألا أرميه بسهم ؛ فإنّه قد أمكنني ، وليس يسقط سهم ، فالفاسق من أعظم الجبّارين؟ فقال الحسين (عليه السّلام) : «لا ترمه ؛ فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال» (١).
٩١ ـ نظرة ودعاء :
ولمّا سرّح الحسين (عليه السّلام) بنظرة إلى الجيش الاُموي وإذا هو كالسيل ، كلّ منهم يروم قتله وسلبه ونهبه. فتوجه (عليه السّلام) متضرّعاً إلى الله القدير بالدعاء ، رافعاً يديه قائلاً : «اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب ، ورجائي في كلّ شدّة ، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة. كم من همّ يضعف فيه الفؤاد ، وتقلّ فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته إليك ؛ رغبة لي إليك عمّن سواك ، فكشفته وفرّجته ، فأنت ولي كلّ نعمة ، وصاحب كلّ حسنة ، ومنتهى كلّ رغبة» (٢).
__________________
(١) الطبري ص ٣٢٩ ج ٤.
(٢) الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٦.