قبله ولا بعده أبلغ منه (١).
ثمّ قال : «الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور مَنْ غرّته ، والشقي مَنْ فتنته ، فلا تغرّنّكم هذه الدنيا ؛ فإنّها تقطع رجاء مَنْ ركن إليها ، وتُخيب طمع مَنْ طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحلّ بكم نقمته ، وجنّبكم رحمته ، فنعم الربّ ربّنا ، وبئس العبيد أنتم! أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيّته وعترته تريدون قتلهم! لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتباً لكم ولما تريدون! إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين (٢)!
أيّها الناس ، انسبوني مَنْ أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألستُ ابن بنت نبيّكم ، وابن وصيه ، وابن عمّه ، وأوّل المؤمنين بالله ، والمصدق لرسوله بما
__________________
(١) تاريخ الطبري ص ٣٢٩ ج ٤ والكامل ص ٢٨٧ج ٣.
(٢) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٧٩.