طبع الله على قلبك (١).
الحسين (عليه السّلام) يتمّ خطبته :
ثمّ إنّ الحسين (عليه السّلام) واصل خطبته قائلاً : «فإن كنتم في شكّ من هذا القول ، أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري فيكم ولا في غيركم ، أنا ابن بنت نبيّكم خاصة.
أخبروني ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص جراحة؟». فأخذوا لا يكلمونه (١).
فنادى (عليه السّلام) : «يا شبث بن ربعي ، ويا حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ أن اقدم قد أينعت الثمار ، وطمّت الجمام ، واخضرّ الجناب ، وإنّما تقدم على جند لك مجندة؟».
فقالوا : لم نفعل.
قال (عليه السّلام) : «سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم». ثمّ قال : «أيّها الناس ، إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمن من الأرض». فقال قيس بن الأشعث : أوَ لا تنزل على حكم بني عمّك ؛ فإنّهم لن يروك
__________________
(١) الكامل لابن الاثير ص ٢٨٧ ج ٣ والطبري ص ٣٣٠ج ٤.