إلاّ ما تحبّ ، ولن يصل إليك منهم مكروه؟
فقال الحسين (عليه السّلام) : «أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله ، لا اُعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقرّ إقرار العبيد. عباد الله ، (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّر لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) (١).
٩٣ ـ زهير بن القين يحذّر وينذر الجيش الاُموي :
ثمّ إنّ زهير بن القين (رضوان الله عليه) ، رأى أنّ القوم لم يستجيبوا لخطبة الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ولم ينصاعوا إليها ، فخرج إليهم على فرس له وهو شاك في السلاح ، ليحذرهم ناصحاً لهم ، ومنذراً ممّا يرتكبون ، قائلاً :
يا أهل الكوفة ، نذار لكم من عذاب الله نذار ، إنّ حقاً على المسلم نصحية أخيه المسلم ، ونحن حتّى الآن إخوة ، وعلى دين واحد ، وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منّا أهل ، فإذا
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٨٠ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٠ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٧.