وكيف لا تكون كذلك وهي المأساة التي أدمت قلب الإنسانية ، وأقرحت جفونها تألّماً وتأثّراً ، لأنّ فيها قُتل الشيخ الطاعن في السنّ الذي جاوز السبعين ، وقُتل فيها الكهل ، وهم الغالبية من أصحاب الحسين ، وفيها الفتي الذي جاوز الحلم أو لمّا من بني هاشم وأقمارهم وفتيان أصحابهم ، وفيها الطفل الرضيع والمرأة العجوز ، وفيها التمثيل بأجساد الشهداء ، ورضّها بحوافر الخيل ، وقطع رؤوسها ، وحرمان النساء والأطفال من الماء ، ونهب الخيام وحرقها ، وسَوْق بنات رسول الله سبايا من بلد إلى بلد ، يتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ... وإلى ما هنالك من المآسي والآلام التي حلّت بشهداء هذه الثورة؟!
٢ ـ الجانب العقائدي للثورة
إذا أردنا دراسة هذا الجانب فلم نعرف أنّ ثورة في التاريخ عُرفت بعقائديتها بهذا اللون من الاعتقاد والتفاني من أجله كثورة الحسين (عليه السّلام).
والإنسان لا يمكن له أن يعرف المستوى العقائدي لثورة من الثورات إلاّ أن يدرس النصوص والوثائق لقادة هذه الثورات وأنصارها.
وثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) بلغت في عقائديتها