، فاكفف عنّا ، فوالله ليعطش الحسين كما عطش مَنْ كان قبله.
فقال برير : يا قوم ، إنّ ثقل محمّد قد أصبح بين أظهركم ، وهؤلاء ذرّيّته وعترته ، وبناته وحرمه ، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم.
فقالوا له : نريد أن نمكّن منهم الأمير عبيد الله بن زياد ، فيرى فيهم رأيه.
برير : أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاؤوا منه؟! ويلكم يا أهل الكوفة! أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها؟! ويلكم! أدعوتم أهل بيت نبيّكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم حتّى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد ، وحلأتموهم عن ماء الفرات؟! بئسما خلفتم نبيّكم في ذرّيّته! ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة؟! فبئس القوم أنتم!
فقيل له : يا هذا ، ما ندري ما تقول يا برير.
برير : الحمد لله الذي زادني فيهم بصيرة. اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم. اللّهم ألقِ بأسهم بينهم حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان.