فجعلوا يرمونه بالسهام فتقهقر (١).
٩٦ ـ الحسين (عليه السّلام) يخطب مرّة اُخرى أمام الجيش الاُموي في كربلاء :
كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نبي هدىً ورحمة لبني الإنسان ، وهكذا أهل بيته (عليهم السّلام) ، فهم فرع من ذلك الغصن المبارك ؛ لأنّهم أهل بيت النبوّة ، بيت هداية ورشاد. والحسين (عليه السّلام) وليد هذا البيت ، وحفيد جدّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، فهو شعاع هدىً ورحمة. لما رأى القوم في اليوم العاشر من المحرّم ، لم تهدهم خطب ، ولم تأثّر فيهم موعظة ، وهم مصرون على جهلهم وغيّهم ، فأراد (عليه السّلام) أن يعيد النصح عليهم ثانياً ، علّهم ينصاعون إلى صوت حق ، وكلمة خير ، وهو حريص على إنقاذهم من الضلال والغي ؛ لأنّه وليد نبي الهدى والرحمة. فوقف (عليه السّلام) أمام ذلك الزخم الجاهلي ، بأفكاره ومشاعره ، حاملاً بيده قرآن هداية ونور ، مندداً بموقفهم هذا ، وموبّخاً لإصرارهم وعنادهم قائلاً :
«تباً لكم أيتها الجماعة وترحاً (٢)! أحين
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٨٦.
(٢) الترح : الحزن.