استصرختمونا والهين (١) ، فأصرخناكم موجفين (٢) ، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحششتم (٣) علينا ناراً اقتدحناها (٤) على عدوّنا وعدوكم ، فأصبحتم ألباً (٥) لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم؟ فهلاّ ـ لكم الويلات! ـ تركتمونا والسيف مشيم (٦) ، والجأش (٧) طامن (٨) ، والرأي لمّا يستصحف (٩)؟ ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدّبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ، ثمّ نقضتموها. فسحقاً لكم (١٠) يا عبيد الأمة! وشذّاذ الأحزاب ، ونَبَذَة الكتاب ، ومحرّفي الكَلِم ، وعصبة الإثم ، ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن. ويحكم! أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون؟!
__________________
(١) الوله : الحزن الذي يكاد أن يذهب بالعقل.
(٢) الوجيف : الاضطراب.
(٣) حششتم : أوقدتم.
(٤) اقتدح : حاول إخراج النار.
(٥) الألب : القوم تجمعهم عداوة واحدة.
(٦) مشيم : من شأم ، جر الشؤم.
(٧) الجأش : القلب.
(٨) ساكن.
(٩) يستصحف : يستحكم.
(١٠) أبعدكم الله عن رحمته.