أجل والله ، غدر فيكم قديم ، وَشِجَتْ (١) عليه اُصولكم ، وتأزّرت (٢) عليه فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر شجاً للناظر ، وأكلة للغاصب.
ألا وإنّ الدّعي (٣) ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلّة (٤) والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ؛ يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، واُنوف حمية ، ونفوس أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر».
ثمّ أوصل كلامه بأبيات فروة بن مسيك المرادي :
فإنْ نُهزم فهزّامونَ قُدماً |
|
وإنْ نُغلب فغير مُغلّبينا |
||||
وما إن طبّنا جبنٌ ولكنْ |
|
منايانا ودولةُ آخرينا |
||||
إذا ما الموتُ رفّع عن اُناسٍ |
|
كلاكلَهُ أناخَ بآخرينا |
||||
فأفنى ذلكم سروات قومي |
|
كما أفنى القرونَ الأوّلينا |
||||
__________________
(١) وشجت : اشتبكت.
(٢) تأزّرت : هاجت.
(٣) المتهم في نسبه.
(٤) السلّة : سلة السيف.