ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه! أمسكتم بنفسه ، وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كلّ جانب.
فمنعتموه التوجه في بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته ، وأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع ضرّاً ، وحلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهودي والمجوسي والنصراني ، وتُمرّغ فيه خنازير السواد وكلابه.
وهاهم قد صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمّداً في ذريته! لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا ، في ساعتكم هذه. (١) فرموه بالنبل ، فرجع ووقف أمام الحسين (عليه السّلام).
٩٨ ـ الحسين (عليه السّلام) يلقي الحجّة النهائية على عمر بن سعد :
ثمّ إنّ الحسين (عليه السّلام) فكّر أن يجتمع مرّة أخرى مع عمر بن سعد قائد جيش الضلال ؛ ليلقي عليه الحجّة النهائية ، لكي لا تبقى له معذورية في موقفه هذا ، فاستدعاه (عليه السّلام) واجتمع معه قائلاً بعد أن يئس منه :
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٢٥ ـ ٣٢٦ و ٤٠.