«أي عمر! أتزعم أنّك تقتلني ويولّيك الدّعي بلاد الرّي وجرجان ، والله لا تتهنأ بذلك ، عهد معهود ، فاصنع ما أنت صانع ؛ فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، وكأنّي برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة ، ويتخذونه غرضاً بينهم».(١)
٩٩ ـ شقاوة عمر بن سعد وضلاله :
هناك بعض النفوس كلّما تنفتح لها سبل الهداية والرشاد تزداد بعداً وإصراراً وعناداً في غيّها وضلالها ، وكلّما أراد القول الطيّب أن يجد إليها منفذاً أوصدت دونه المنافذ ، فتبقى شريرة سابحة في ضلالها وانحرافها.
لم تنفعها المواعظ ولا المؤثرات الإصلاحية الاُخرى ، فتكون مصداقاً للآية الكريمة : (وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاّ نَكِداً) ، كما هي عليه نفس عمر بن سعد. فإنّ الحسين (عليه السّلام) استعمل معه مختلف الأساليب الخيّرة لإصلاحه وهديه ، إلاّ أنّه أبى واستكبر وكان من الظالمين.
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٩٨ ، مقتل الخوارزمي ج ٢ ص ٨.