الذروة العليا في الوعي والعمق لدى قائدها وأتباعه وأنصاره ؛ فهي لم تختلف وعياً في جميع أدوراها منذ أن اُعلنت حتّى آخر نفس من حياة رجالها ، على مختلف المستويات الثقافية والإدراكية لرجالها. فهذا الشيخ الكبير يحمل نفس الوعي للثورة الحسينيّة الذي يحمله الكهل والفتى ، وحتى الذي لم يبلغ الحلم يحمل نفس الروح لدى رجالها وأبطالها. فلو تصفّحنا الوثائق الأولى لقائد هذه الثورة الحسين (عليه السّلام) ، لرأيناها تحمل نفس روح الوثائق التي قالها الحسين (عليه السّلام) في آخر حياته ، فهي :
أ ـ الثورة على حكم يزيد بن معاوية.
ب ـ إقامة الشريعة الإسلاميّة وتطبيقها مقام المخالفات التي أشاعها الحاكم آنذاك. فثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) هدفت في قيامها هذين الخطّين.
تغيير الجهاز الحاكم ، وتطبيق الشريعة الإسلاميّة.
أ ـ اما الثورة على تغيير الجهاز الحاكم. فالإمام الحسين (عليه السّلام) لم يقصد من ثورته على الحكم تغيير يزيد بالذات لأنّه ، هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، فتكون ثورته ثورة قبلية