فوقف بكلّ وقاحة وشقاوة ، متحدّياً في صبيحة يوم العاشر من محرّم ، واضعاً سهمه في كبد قوسه ورمى به نحو معسكر الحسين (عليه السّلام) قائلاً :
اشهدوا لي عند الأمير أنّي أوّل مَنْ رمى (١).
وأقبلت السهام من الجيش الاُموي نحو الحسين (عليه السّلام) كأنّها المطر.
١٠٠ ـ الحسين (عليه السّلام) يأذن لأصحابه بالقتال :
استعمل الحسين (عليه السّلام) مختلف الوسائل الممكنة لهديهم وإرشادهم إلى الطريق الأقوم ، وبذل جهده عسى أن يتجنّب القتال ، لأنّه صاحب دعوة خير وسلام ، دعوة الإسلام.
وكان (عليه السّلام) يبغض القتل والقتال ما دام هناك طريقة بالتي هي أحسن ؛ ولهذا كان يكره أن يبدأهم بقتال كما قال (عليه السّلام) لأصحابه في مواطن عديدة : «إنّي أكره أن أبدأهم بقتال». مقتدياً بسيرة جدّه
__________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف ص ٤٢ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٢٦ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٩.