قائلاً : «كذبت ، بل أقدم على ربّ غفور ، وشفيع مطاع». ثمّ رفع يديه إلى السماء وقال : «اللّهمّ حزه إلى النار».
فغضب ابن حوزة من دعاء الحسين (عليه السّلام) ، فذهب ليقتحم إليه الفرس ، وكان بين الحسين (عليه السّلام) وبينه نهر ، فعلقت قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس فسقط عنها ، فانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه الآخر متعلّقاً بالركاب حتّى هلك ـ كما جاء في تاريخ الطبري والكامل (١) ـ فرآه أحد المتحمسين لابن زياد وهو مسروق بن وائل ، فاهتدى وترك الجيش قائلاً : لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئاً لا اُقاتلهم أبداً.(٢)
وانتهت هذه الواقعة بشقاوة ابن حوزة ، وكرامة للحسين (عليه السّلام) ، وهداية لابن وائل ، ولكنّها هداية بلا توفيق ، فهي شقاوة وكرامة وهداية.
١٠٢ ـ الاصطدام المسلح بين الحقّ والباطل :
لمّا يئس الحسين (عليه السّلام) من هدي القوم واستنصاحهم
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٢٨ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٩.
(٢) نفس المصدرين السابقين.