العدّة اليسيرة؟! ابعث إليهم الرجّالة والرماة (١).
فدعا عمر بن سعد الحصين بن تميم ، فبعث معه المجففة والرجّالة وخمسمئة من الرماة (٢).
فحملوا على جيش الحسين (عليه السّلام) واقتتلوا حتّى انتصف النهار ، وما انجلت الغبرة إلاّ وقد فقد الحسين (عليه السّلام) خمسين رجلاً من جيشه ، وقد بانت القلّة في معسكره. ثمّ أخذ أصحابه يخرج منهم الرجلان والثلاثة والأربعة ، ويستأذنون منه للمبارزة والدفاع عن ذرية الرسول (صلّى الله عليه وآله) ؛ فخرج سيف بن حارث بن مريع ، ومالك بن عبد مريع الجابريان وهما يبكيان ، فقال الحسين (عليه السّلام) لهما : «ما يبكيكما؟ إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين». قالا : جعلنا الله فداك! ما على أنفسنا نبكي ، ولكن نبكي عليك ؛ نراك قد اُحيط بك ولا نقدر أن ننفعك بأكثر من أنفسنا. فقال (عليه السّلام) : «جزاكما الله يابنَي أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين» (٣).
__________________
(١ و ٢) انظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٢ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩٠.
(٣) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٧.