فحمل شمر بن ذي الجوشن حتّى طعن فسطاط الحسين (عليه السّلام) ، ونادى : عليّ بالنار حتّى أحرق هذا البيت على أهله. فصحن النساء وخرجن من الفسطاط ، فانبرى له الحسين قائلاً : «يابن ذي الجوشن ، أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي؟! حرقك الله بالنار». وتصدى لتوبيخه جماعة من جيش العدو بينهم حميد بن مسلم ، وشبث بن ربعي ، فإنّه قال له : ما رأيت مقالاً أسوأ من قولك ، ولا موقفاً أقبح من موقفك ، أمرعباً للنساء صرت؟!
ثمّ إنّ زهير بن القين حمل في رجال من أصحابه على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفوهم عن البيوت ، وقتلوا جماعة ، منهم أبو عزّة الضبابي وغيره (١).
١٠٧ ـ المرأة وثورة الحسين (عليه السّلام) :
دعوة الحسين (عليه السّلام) دعوة حقّ وهداية ، لبّتها قلوب صافية طاهرة من رجال ونساء. وها هي المرأة تساهم في نصرة الحسين (عليه السّلام) في صراعه مع الباطل والمنكر ، وهي على درجة من الوعي لدينها ورسالتها ، ونذكر هنا نموذجاً لهذا الوعي على سبيل المثال. فقد ذكر المؤرّخون وأرباب المقاتل عدّة نسوة كنّ مع الحسين (عليه السّلام) في واقعة كربلاء ، منهنّ زوجة عبد الله بن عمير من بني عليم ، ويُقال لها : أمّ وهب بنت عبد بن