نمر بن قاسط ، وذلك لمّا رأى زوجها قوماً يعرضون ويسرحون إلى قتال الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقال : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً ، لأرجو ألاّ يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثواباً عند الله من ثوابه إيّاي في جهاد المشركين. ثمّ دخل على زوجته وأخبرها بما يريد ، فقالت : أصبت ، أصاب الله بك أرشد اُمورك ، افعل وأخرجني معك. فخرج بها ليلاً حتّى أتى الحسين (عليه السّلام) في كربلاء ، ثمّ برز إلى القتال ، وخرجت خلفه زوجته وبيدها عمود تقول لزوجها : فداك أبي واُمّي! قاتل دون الطيّبين ذريّة محمّد. فأقبل إليها يردّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه ، ثمّ قالت : إنّي لن أدعك دون أن أموت معك. فناداها الحسين (عليه السّلام) قائلاً : «جزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ ؛ فإنّه ليس على النساء قتال». فانصرفت إليهنّ.
وقيل : إنّها قُتلت بعد أن وقفت على زوجها وهو قتيل ، قائلة : أسأل الله الذي رزقك الجنّة ، أن يصحبني معك. وقاتلها هو رستم غلام شمر ؛ فإنّه ضربها بعمود (١).
إلى ما هناك من بطولات وتضحيات
__________________
(١) الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩١ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٧.