كما يصوّرها البعض ، ويعتقد بأنّ الخصومة بين الهاشميين والاُمويِّين كانت مستمرة منذ قرون قبل الإسلام وبعده ؛ ولهذا خرج الحسين (عليه السّلام) على يزيد.
بل الإمام الحسين (عليه السّلام) علّل ثورته على حكم يزيد في بعض خطبه وبياناته.
ويتّضح ذلك جليّاً ممّا جاء في الوثيقة التي خطبها الحسين (عليه السّلام) أمام أوّل كتيبة للجيش الأموي : «أيّها الناس ، إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : مَنْ رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرام الله ، ناكثاً لعهده ، مخالفاً لسنة رسوله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر ما عليه بفعل ولا قول ، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله» (١).
حيث علّل (عليه السّلام) خروجه على سلطان يزيد لأنّه سلطان جائر ، يحكم الناس بالإثم والعدوان ، وذلك مخالف للشريعة الإسلاميّة ، ولسنّة النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ فلهذا خرج عليه.
صحيح أنّ هناك بعض الوثائق تصرّح باسم يزيد ، كما في وثيقة رقم ـ ١ ـ الوثيقة التي قالها لمّا طلب منه والي يزيد على المدينة مبايعة يزيد
__________________
(١) انظر الوثيقة رقم ٤٤ من هذا الكتاب.