١١١ ـ شجاعة أسير :
نافع بن هلال الجملي كان من الفدائيين الحسينيين الذين يجيدون الرمي بالسهام ، وقد كتب عليها اسمه ، فأخذ يرمي الأعداء بها ، وهو يقول : أنا الهزبرُ الجملي أنا على دينِ علي ودينهُ دينُ النبي حتى قتل منهم اثني عشر سوى مَنْ جرح ، ولمّا نفذت سهامه جرّد سيفه وهجم على القوم ، فأحاطوا به من كلّ جانب حتّى كُسرت عضداه واُخذ أسيراً إلى عمر بن سعد ، فقال له : ويحك يا نافع! ما حملك على ما صنعت بنفسك؟! وكانت الدماء تسيل على لحيته.
نافع : إنّ ربّي يعلم ما أردت. والله ، لقد قتلت منكم اثني عشر سوى مَنْ جرحت ، وما ألوم نفسي على الجهد ، ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني. شمر مخاطباً عمر بن سعد : اقتله أصلحك الله.
عمر بن سعد : أنت جئت به ، فإن شئت فاقتله.
شمر يشهر سيفه على نافع يروم قتله.
نافع قائلاً لشمر : أما والله ، لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى الله بدمائنا ، فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه. ثمّ قتله شمر.