ففرّقهم تفريقاً ، ولكن قطعوا يمينه ، فأخذ السيف بشماله وهو يرتجز بقوله :
والله إن قطعتموا يميني |
|
إنّي اُحامي أبداً عن ديني |
وعن إمامٍ صادقِ اليقينِ |
|
نجلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ |
نبيِّ صدقٍ جاءنا بالدينِ |
|
مصدّقاً بالواحدِ الأمينِ |
ثمّ تكاثروا عليه وقطعوا شماله ، فقال (عليه السّلام) :
يا نفس لا تخشَي من الكفّارِ |
|
وأبشري برحمةِ الجبّارِ |
مع النبيِّ السيّدِ المختارِ |
|
قد قطعوا ببغيهم يساري |
فأصلهم يا ربِّ حرَّ النارِ (١)
* الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)
نظر (عليه السّلام) إلى معسكره فلم يجد له ولياً ولا نصيراً ؛ إذ أنّ أصحابه ورجال أهل بيته صرعتهم يد المنون ، وكلّما أمعن النظر فلم يجد سوى أطفال وحريم يتصارخون من شدّة الظمأ ، قد أثكلهم هول المصاب ، وقد تكاثر عليه أعداؤه من كلّ صوب وحدب ، فبرز إليهم مرتجزاً بقوله :
الموتُ أولى من ركوبِ العارِ |
|
والعارُ أولى من دخولِ النارِ |
واللهِ ما هذا وهذا جاري
__________________
(١) مقتل الحسين ـ الأمين ص ١٥٩ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٣٨ ، مقتل أبي مخنف ص ٥٨.