ثمّ شدّ عليهم كالليث الغضبان قائلاً :
أنا الحسينُ بن علي |
|
آليت أن لا أنثني |
أحمي عيالاتِ أبي |
|
أمضي على دينِ النبي (١) |
هذه نخبة من الأراجيز التي تضمّ في طيّاتها كلّ معاني الخير والكمال ، وقد كشفت لنا عن نفسيّة ثوريّة خيّرة أبت أن تخضع لواقع يتنافى مع عقيدتها وإيمانها. تاركة في سبيل ذلك كلّ غالٍ وثمين ، ولم تبخل بأيّ عطاء في سبيلها والدفاع عنها ، ولم تؤثّر فيها الأطماع والأهواء ، ولم يغرّها سلطان ولا جاه ولا مال ، بل آثرت نعيم الآخرة على نعيم الدنيا الفاني.
فهي دائماً وأبداً تنشد رضا الله تعالى ، وتبغي طاعته ورضوانه ، مدافعة عن شرعة الحقّ والخير ، لأنّ أصحابها هم ذوو مبدأ ، ورائدو رسالة ، وتلاميذ مدرسة ، أشاد بنيانها أبو الشهداء الحسين (عليه السّلام) ، فهي مدرسة لها أسسها وتعاليمها ومنهجيتها في الفكر والسلوك.
وهي تماماً على نقيض المدرسة الاُمويّة بكلّ
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٤٥ ، مقتل الحسين ـ الأمين ص ١٦٢.